والضال هو السالك في الجهالة يخبط في طريقه بغير علم، والغاوي: هو العالم بالحق، العادِلُ عنه قصدًا إلى غيره. قال ابن كثير: (فنزه اللَّه -سبحانه وتعالى- رسولَه وشرْعَه عن مشابهة أهل الضّلال كالنّصارى وطرائِق اليهود، وعن عِلم الشيء وكتمانِه والعمل بخلافه، بل هو -صلوات اللَّه وسلامه عليه- وما بعثه اللَّه به من الشرع العظيم في غاية الاستقامة والاعتدال والسَّداد).
وقوله: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾. أي ما ينطق عن هواه، فليس في قوله غاية لمصلحة أو غرض أو شهوة.
وقوله تعالى: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾. قال قتادة: (يوحي اللَّه تبارك وتعالى إلى جبرائيل، ويوحي جبريل إلى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-).
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا﴾ [النساء: ٨٠].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر: ٧].
٣ - قال تعالى: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: ٣٢].
وفي صحيح السنة العطرة من آفاق ذلك أحاديث:
الحديث الأول: أخرج الترمذي وابن ماجة بسند صحيح عن أبي رافع -وغيره- رفعه قال: [لا ألفِيَنَّ أحدَكُم مُتكئًا على أريكَتهِ يأتيه أمْرٌ مما أمَرْتُ به أو نَهَيْتُ عنه فيقول: لا أدري. ما وَجَدْنا في كتاب اللَّه اتَّبَعْناه] (١).
وأبو رافع: هو مولى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، واسمه: أسْلَمُ.
الحديث الثاني: أخرج ابن ماجة والترمذي بسند صحيح عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله -صلى اللَّه عليه وسلم-: [ألا هَلْ عسى رجُلٌ يبلُغُهُ الحديثُ عني وهو مُتَّكِئٌ على أريكته، فيقول: بَيْننا وبينكم كتابُ اللَّه، فما وَجَدْنا فيه حلالًا استَحْللْناه، وما وجدنا