مُدْهَامَّتَانِ (٦٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٥) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (٦٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٧) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦٩) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧١) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٣) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٥) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٧٧) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٧٨)}.
في هذه الآيات: ذِكْرُ حال أصحاب اليمين، وما أعدّ اللَّه لهم في جنات النعيم، من الفاكهة والعيون والحور العين، فتبارك اللَّه رب العالمين.
فقوله تعالى: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾. أي: ومن دون تلك الجنتين السابقتين الذكر جنتان، هما دونهما في المنزلة والمرتبة والفضيلة، فالأوليان للمقرّبين، والأخريان لأصحاب اليمين. قال ابن زيد: (﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾ هما أدنى من هاتين لأصحاب اليمين).
وقال: (من دونهما في الفضل). قال ابن كثير: (والدليل على شرف الأوليَين على الأخريَين وجوه: أحدهما: أنه نَعَتَ الأُوليين قبل هاتين، والتقديم يَدُل على الاعتناء. ثم قال: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾ وهذا ظاهر في شرف التقدم وعلوه على الثاني. وقال هناك: ﴿ذَوَاتَا أَفْنَانٍ﴾، وهي الأغصان أو الفنون في الملاذِّ، وقال هاهنا: ﴿مُدْهَامَّتَانِ﴾ أي سوداون من شدة الريّ من الماء).
وتقدم في الصحيحين من حديث عبد اللَّه بن قيس أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتُهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إلا رداءُ الكبرياء على وجهه في جنة عَدْن] (١).
وقوله تعالى: ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾. أي: فبأي ألوان هذه النعم وهذا النعيم الموعود لأهل الجنة -معشر الثقلين- تكذبان؟ !.
وقوله تعالى: ﴿مُدْهَامَّتَانِ﴾. قال ابن عباس: (قد اسودَّتا من الخُضرة، من شدة