بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
١ - ١٢. قوله تعالى: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (٢) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (٣) إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (٥) فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (٦) وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (٧) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢)﴾.في هذه الآيات: إثباتُ وقعة القيامة، ونَعْتُ أهوال هذه الطامة، ووصف أصناف الناس في ورودهم وما هم عليه من الحال، فهم السابقون وأصحاب اليمين وأصحاب الشمال.
فقوله تعالى: ﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾. أي: إذا نفخ في الصور وقامت القيامة. قال الضحاك: (﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾: يعني الصيحة). قال ابن عباس: (الواقعة والطامة والصاخة، ونحو هذا من أسماء القيامة، عظَّمَهُ اللَّه، وحذّره عباده).
قال ابن كثير: (الواقعة: من أسماء يوم القيامة، سُمِّيت بذلك لتحقّق كونِها ووجودِها، كما قال تعالى: ﴿فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ﴾ [الحاقة: ١٥]).
وقوله تعالى: ﴿لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ﴾. قال قتادة: (أي ليس لها مثنوية، ولا رجعة، ولا ارتداد). والكاذبة مصدر كالعاقبة والعافية.
والمقصود: ليس لحدوثها مانع يمنع وقوعها، ولا صارف يصرفها، ولا دافع يدفعها.
وفي التنزيل نحو ذلك:
١ - قال تعالى: ﴿سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (١) لِلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ﴾ [المعارج: ١ - ٢].
٢ - وقال تعالى: ﴿اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ﴾ [الشورى: ٤٧].