وقوله: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾. قال ابن جرير: (أنّ خلق جميع ذلك هين على اللَّه).
وقوله: ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ﴾.
أي: لا يستوي الأعمى الذي لا يبصر -وهو الكافر لا يتأمل حجج اللَّه بعينه- والبصير الذي يرى -وهو المؤمن الذي صدق بكلمات اللَّه وحججه ورسله-.
وقوله: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ﴾.
أي: وكذلك لا يستوي أهل الإيمان والعمل الصالح مع الكفار العصاة أهل العمل السَّيئ.
وقوله: ﴿قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ﴾. قال القاسمي: (أي حججه تعالى. فيعتبرون ويتعظون. أي لو تذكّروا آياته واعتبروا بها، لعرفوا خطأ ما هم مقيمون عليه، من إنكار البعث، ومن قبح الشرك).
وقوله: ﴿إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا﴾. قال النسفي: (لأنه لا بد من جزاء لئلا يكون خلق الخلق للفناء خاصة).
أي: إن الساعة التي يبعث اللَّه فيها عباده من قبورهم لنيل الثواب ونكال العقاب لجائية أيها الناس لا شك في مجيئها، فأيقنوا بحدوثها واستعدوا لها.
وقوله: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾. يعني المشركين. لا يصدقون بقيام الساعة.
وقوله: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾. قال ابن عباس: (يقول: وحدوني أغفر لكم). وقيل: أخلصوا لي العبادة أجب دعاءكم فأعفو عنكم وأرحمكم.
والمقصود: تَلَطُّفٌ من اللَّه تعالى وتَفَضُّلٌ على عباده وتَوَدُّدٌ إليهم، بأن ندبهم إلى دعائه وتكفل لهم بالإجابة.
أخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة بسند صحيح عن النعمان بن بشير قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إنَّ الدعاءَ هو العبادة. ثم قرأ: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾] (١).