الصحيح أن اللَّه تعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه يسأله أن يردهما صفرًا خائبتين.
وقوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
قال السدي: (﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾ قال: عن دعائي. ﴿دَاخِرِينَ﴾ قال: صاغرين).
وفي جامع الترمذي بسند حسن عن أبي هريرة مرفوعًا: [إنه من لم يسأل اللَّه تعالى يغضب عليه] (١).
وفي مسند أحمد بسند حسن عن عبد اللَّه بن عمرو، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [يُحشَرُ المتكبرون يوم القيامة أمثالَ الذر في صور الناس، يعلُوهم كُلُّ شيء من الصَّغار حتى يدخلوا سِجنًا في جهنم -يقال له: بولس- تعلوهم نار الأنيار، يُسْقون من طينة الخَبال عُصَارَةِ أهل النار] (٢).
٦١ - ٦٥. قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (٦١) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٦٢) كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (٦٣) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٦٤) هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٦٥)﴾.
في هذه الآيات: امتنانٌ من اللَّه تعالى على عباده بنعمة الليل الذي يسكنون فيه، ونعمة النهار الذي ينتشرون فيه، وجعل الأرض لهم قرارًا، والسماء بناء، وتصويرهم
(٢) حديث حسن. أخرجه أحمد في المسند (٢/ ١٧٩)، والترمذي نحوه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. انظر صحيح سنن الترمذي (٢٠٢٥)، وقد مضى.