قال: فهؤلاء لربي فمالي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني] (١).
وفي صحيح مسلم كذلك عن عبد اللَّه بن الزبير رضي اللَّه تعالى عنهما: [أنه كان يقول دُبُرَ كل صلاة، حين يُسَلِّمُ: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. لا حول ولا قوة إلا باللَّه، لا إله إلا اللَّه ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. لا إله إلا اللَّه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. قال ابن الزبير: وكان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يهلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كل صلاة مكتوبة] (٢).
وفي سنن ابن ماجة بسند حسن عن أنس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [ما أنعم اللَّه تعالى على عبدٍ نعمةً فقال: الحمد للَّه، إلا كان الذي أعطى أفضلَ مما أخذ] (٣).
قلت: ولا شك أن أكبر نعمة يحمد المؤمن اللَّه تعالى عليها هي أن جعله من أهل "لا إله إلا اللَّه".
٦٦ - ٦٨. قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦٦) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦٧) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٦٨)﴾.
في هذه الآيات: يقول جل ذكره: قل يا محمد لمشركي قومك إن اللَّه تعالى ينهى أن يُعبد سواه، إذ لا يستحق العبادة إلا هو، فهو الذي أُمرتُ أَنْ أَذِلّ له كما ذلّ له كل شيء وخضع له. لقد خلق أباكم آدم من تراب ثم خلقكم من نطفة ثم من علقة ﴿ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ من بطون أمهاتكم صغارًا ﴿ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ﴾ فتتكامل قواكم
(٢) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٣٩٤)، ح (١٣٩)، ح (١٤٠)، كتاب المساجد، باب استحباب الذكر بعد الصلاة، وبيان صفته.
(٣) حديث حسن. أخرجه ابن ماجة في السنن (٣٨٠٥) - باب فضل الحامدين، وانظر صحيح سنن ابن ماجة (٣٠٦٧)، وله شاهد عند الطبراني بنحوه.