اللَّه تعالى فاعبد اللَّه معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء] الحديث (١).
وقوله: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ قال القرطبي: (﴿عَسَى﴾ من اللَّه واجبة). وقال النسفي: (هذا على ما جرت به عادة الملوك من الإجابة بعسى ولعل ووقوع ذلك منهم موقع القطع والبت).
وقوله: ﴿يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ﴾. قال القاسمي: (أي لا يذلّهم. تعريض لأعدائهم بالخزي والصغار).
وقوله: ﴿نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ﴾. قال ابن جرير: (يقول: يسعى نورهم أمامهم ﴿وَبِأَيْمَانِهِمْ﴾ يقول: وبأيمانهم كتابهم).
وقوله: ﴿يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. قال مجاهد: (هذا يقوله المؤمنون حين يرون يوم القيامة نورَ المنافقين قد طفِئ).
أخرج الإمام أحمد بسند حسِن في الشواهد عن أبي الدرداء رضي اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [أنا أوّل من يُؤْذَنُ له بالسجود يومَ القيامة، وأنا أول من يرفع رأسه، فأنظرُ بين يديَّ، فأعرف أمتي من بين الأمم، ومن خلفي مِثْلُ ذلك، وعن يميني مِثْلُ ذلك، وعن شمالي مِثلُ ذلك. فقال رجل: كيف تعرِف أمتَك يا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من بين الأمم فيما بين نوح إلى أمتك؟ قال: هم غرٌّ مُحَجَّلُون، مِنْ أَثَرِ الوضوء، ليس لأحد كذلك غيرِهم، وأَعْرِفُهُم أنهم يؤتَون كُتُبَهُم بأيمانهم، وأعرفهم تسعى بين أيديهم ذُرِّيَتُهُم] (٢). ورواه محمد بن نصر المروزِيّ بنحوه وفي روايته: [غرٌّ مُحَجَّلون من أثر الوضوء، ولا يكون أحدٌ من الأمم كذلك غيرُهم، وأعرفهم أنهم يُؤْتَون كُتُبَهم بأيمانهم، وأعرفهم بسيماهم في وجوههم من أثَر السجود، وأعرِفُهم بِنُورهم يسعى بين أيديهم].
وأخرج الإمام أحمد بسند رجاله ثقات عن يحيى بن حسان، عن رجل من بني كنانة قال: صلّيت خلف النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عام الفتح فسمعته يقول: [اللهم لا تخزني يومَ القيامة] (٣).
(٢) رواه أحمد، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو حديث حسن في المتابعات. انظر صحيح الترغيب (١/ ١٧٥) - كتاب الطهارة، الترغيب في الوضوء وإسباغه.
(٣) أخرجه أحمد في المسند (٤/ ٢٣٤)، ورجاله كلهم ثقات، وجهالة الصحابي لا تضرّ.