وقد حفلت السنة الصحيحة بأحاديث كثيرة في فضل آسية بنت مزاحم -امرأة فرعون- وفضل مريم بنت عمران عليهما السلام.
الحديث الأول: أخرج البخاري ومسلم عن علي رضي اللَّه عنه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [خير نسائِها مريمُ بنتُ عمران، وخير نسائها خديجةُ بنتُ خُوَيلد] (١).
الحديث الثاني: أخرج أحمد في المسند بسند على شرط الصحيح عن ابن عباس قال: [خطّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في الأرض أربعة خُطوطٍ، وقال: أتدرون ما هذا؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلمُ. فقال رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أفضلُ نساءِ أهل الجنة خديجة بنتُ خُوَيلد، وفاطِمةُ بنتُ محمد، ومريم ابنةُ عِمران، وآسية ابنةُ مزاحمٍ امرأة فِرعون] (٢).
وله شاهد في المسند -أيضًا- من حديث أنس بلفظ: [خير نساء العالمين أربع: مريمُ بنتُ عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون].
الحديث الثالث: أخرج البخاري ومسلم وأحمد عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [كَملَ من الرجال كثير، ولم يكمُلْ من النساء إلا آسية امرأةُ فرعون، ومريم بنتُ عمران -زاد ابن مردويه: (وخديجة بنت خويلد) - وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام] (٣).
تم تفسير سورة التحريم بعون اللَّه وتوفيقه، وواسع منّه وكرمه صبيحة الجمعة ٩ شوال ١٤٢٦ هـ الموافق ١١/ تشرين الثاني/ ٢٠٠٥ م.
* * *
(٢) حديث صحيح. أخرجه أحمد في المسند (١/ ٣١٦) وإسناده على شرط الصحيح. وانظر للشاهد -بعده- صحيح الجامع (٣٣٢٣)، وسنده صحيح.
(٣) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٣٤١١) - كتاب أحاديث الأنبياء، وكذلك (٣٧٦٩)، (٥٤١٨). وأخرجه مسلم (٢٤٣١) - كتاب فضائل الصحابة، ورواه أحمد، وغيرهم.