بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
١ - ٥. قوله تعالى: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (٢) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (٤) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (٥)﴾.في هذه الآيات: تمجيدُ اللَّه تعالى نفسه فهو الخالق القادر العزيز الغفور، الذي خلق الموت والحياة والسماوات وَزَيَّنَها بالكواكب وجعل الشهب رجومًا للشياطين، وأعدّ عذاب السعير للكافرين.
فقوله: ﴿تَبَارَكَ﴾. تفاعل من البركة. قال الحسن: (تقدّس). وقال ابن جرير: (تعاظم وتعالى). فهو تمجيد من اللَّه تعالى لنفسه الكريمة.
وقوله: ﴿الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾. قال ابن عباس: (بيده الملك يُعِزُّ من يشاء ويُذِلّ من يشاء، ويحيي ويميت، ويُغني ويُفقِر، ويُعطي ويمنع). وقال محمد بن إسحاق: (له ملك النبوّة التي أعزّ بها من اتبعه وذلّ بها من خالفه). والمقصود: بيده سبحانه مُلك الدنيا والآخرة وسلطانهما، وأمره وقضاؤه نافذ فيهما، فتعالى اللَّه الملك القهار.
وقوله: ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. قال القرطبي: (من إنعام وانتقام). والمعنى: أمره نافذ في كل شيء لكمال قهره وقدرته، فلا يعجزه شيء.
وقوله: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾. قال قتادة: (أذلّ اللَّه ابن آدم بالموت، وجعل الدنيا دار حياة ودار فناء، وجعل الآخرة دار جزاء وبقاء). والمقصود: أوجد سبحانه الخلائق من العدم ليختبرهم أيهم أفضل عملًا. قال النسفي: