أي: إنه اليوم الذي يخرجون فيه من قبورهم مسرعين، وذلك حين يسمعون الصيحة الآخرة إلى إجابة الداعي كأنهم إلى عَلم أو غاية يستبقون.
و﴿يَوْمَ﴾ بدل من "يَوْمَهُم" الذي قبله، والأجداث: القبور، وهي: جمع جدث. و ﴿سِرَاعًا﴾: أي مسرعين. وعن ابن عباس: (﴿إِلَى نُصُبٍ﴾ إلى غاية، وهي التي تنصب إليها بصرك). وهناك قراءة مشهورة بفتح النون، أي: "نَصْبٍ". قال الكلبيّ: (إلى شيء منصوب، عَلَم أو راية).
والإيفاض الإسراع، فقوله: ﴿يُوفِضُونَ﴾. أي: يُسرعون. قال قتادة: (﴿كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ﴾ قال: إلى عَلَم يسعون). وقال أبو العالية: (إلى علامات يستبقون).
وقوله: ﴿خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ﴾ قال ابن جرير: (يقول: خاضعة أبصارهم للذي هم فيه من الخزي والهوان ﴿تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ﴾ يقول: تغشاهم ذلة). والرَهَقُ: الغشيان. قال قتادة: (هو سواد الوجوه).
والمقصود: ذليلة أبصارهم في ذلك اليوم لما يتوقعونه من الخزي والهوان والعذاب.
وقوله: ﴿ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ﴾. أي: ذلك هو اليوم الذي كانوا يوعدون في الدنيا أنهم ملاقوه، وأنه سيكون يوم شؤم عليهم، لما ينتظرهم فيه من العذاب والقصاص والنكال.
تم تفسير سورة المعارج بعون اللَّه وتوفيقه، وواسع منّه وكرمه مساء يوم الثلاثاء ٢٠ - شوال - ١٤٢٦ هـ الموافق ٢٢ - تشرين الثاني - ٢٠٠٥ م
* * *


الصفحة التالية
Icon