يقول: [لا تَصْحَبْ إلا مؤمنًا، ولا يأكُلْ طعامَكَ إلا تقِيّ] (١).
وقوله: ﴿وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾. دعوة تشمل كل مؤمن ومؤمنة.
قال الضحاك: (عامة إلى يوم القيامة). وقال ابن كثير: (دعاء لجميع المؤمنين والمؤمنات، وذلك يَعُمُّ الأحياء منهم والأموات، ولهذا يُسْتَحبُّ مثلُ هذا في الدعاء، اقتداء بنوع عليه السلام، وبما جاء في الآثار والأدعية المشروعة).
قلت: ومن ذلك ما أخرج الطبراني بسند حسن عن عبادة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات، كتبَ اللَّه له بكلِّ مُؤمنٍ ومؤمنةٍ حسنة] (٢).
وقوله: ﴿وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا﴾. قال مجاهد: (إلا خسارًا). وقال السُدِّي: (إلا هلاكًا). والتبار: الهلاك والدمار.
والمقصود: دعا نوح عليه الصلاة والسلام على الكافرين أن لا يزدادوا في إصرارهم على كفرهم إلا دمارًا وهلاكًا وخسارًا في الدنيا والآخرة، وهي دعوة تشمل كل كافر ومشرك إلى يوم القيامة.
تم تفسير سورة نوح بعون اللَّه وتوفيقه، وواسع منّه وكرمه صبيحة يوم الجمعة ٢٣ - شوال - ١٤٢٦ هـ الموافق ٢٥ - تشرين الثاني - ٢٠٠٥ م
* * *
(٢) حديث حسن. أخرجه الطبراني بسند حسن من حديث عبادة مرفوعًا. انظر: "مجمع الزوائد" (١٠/ ٢١٠) وقال: "وإسناده جيد". وصحيح الجامع الصغير (٥٩٠٢).