[يقبضُ اللَّه الأرضَ ويطوي السماوات بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ ] (١).
وفي لفظ عند الإمام مسلم من حديث عبد اللَّه بن عمر: [يطوي اللَّه السماوات يومَ القيامةِ ثم يأخذهن بيدهِ اليمنى ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون، أين المتكبرون؟ ثم يطوي الأرضين يأخذهن بيدهِ الأخرى ثم يقول: أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ ].
وقوله تعالى: ﴿وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ﴾. أي: بالبعث والجزاء ونوال الثواب ونكال العقاب.
٤١ - ٥٠. قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ (٤١) وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٤٢) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٤٣) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٤٤) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٥) كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (٤٦) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٧) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (٤٨) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (٤٩) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (٥٠)﴾.
في هذه الآيات: نَعْتُ حال المتقين يوم الدين، فهم في الملذات في جنات النعيم، وتوعّد المجرمين المكذبين نار الجحيم، جزاء بما كانوا يعملون.
فقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ﴾. قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره: إن الذين اتقوا عقاب اللَّه بأداء فرائضه في الدنيا، واجتنابِ معاصيه ﴿فِي ظِلَالٍ﴾ ظليلة، وكنّ كنين، لا يصيبهم أذى حر ولا قرّ، إذ كان الكافرون باللَّه في ظل ذي ثلاث شعب، لا ظليل ولا يغني من اللهب. ﴿وَعُيُونٍ﴾ أنهار تجري خلال أشجار جناتهم).
وقوله تعالى: ﴿وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ﴾. أي: ويأكلون من سائر أنواع الثمار، من كل ما اشتهوا وتمنوا من صنوف الفاكهة وثمار الأشجار.
وقوله تعالى: ﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾. أي: ويقال لهم على سبيل الإحسان إليهم وحسن الاستقبال والضيافة: كلوا من هذه الفواكه واشربوا من هذه