منشورة، ويحضر هناك ملائكة يشهدون عليهم، كما يشهد عدول السلطان على من يعصيه ويخالف أمره).
١٣ - ١٩. قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (١٣) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (١٤) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (١٥) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (١٦) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٨) يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (١٩)﴾.
في هذه الآيات: تقسيم المآل بحسب الأعمال، فأهل الإيمان والبر في نعيم الجنان، وأهل الكفر والعصيان في صِلِيِّ النيران، إنه يوم الدين والحساب، يوم نيل الثواب ونكال العقاب.
فقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ﴾. قال ابن جرير: (يقول جل ثناؤه: إنّ الذين برّوا بأداء فرائض اللَّه، واجتناب معاصيه، لفي نعيم الجنان ينعمون فيها). والأبرار جمع "بَرّ" وهو المتصف بالبِرّ -أي الطاعة.
وقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ﴾. أي: وإن الذين فجروا عن أمر اللَّه -أي انشقوا عنه وخالفوه- سيصيرون إلى الجحيم.
وقوله تعالى: ﴿يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ﴾. أي يصلى هؤلاء الفجار الجحيم يوم القيامة، يوم يُدان العباد بالأعمال، فيجازون بها. قال ابن عباس: (﴿يَوْمَ الدِّينِ﴾ من أسماء يوم القيامة، عظّمهُ اللَّه، وحذّره عباده).
وقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ﴾. أي: لا يفارق أصحاب الجحيم النار أبدًا، ولا يغيبون عنها، ولا يجابون إلى ما يسألون من الموت أو الراحة، ولو يومًا واحدًا، بل هم فيها أبدَ الآبدين. كما قال تعالى: ﴿وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ﴾ [الحجر: ٤٨].
وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾. قال قتادة: (تعظيمًا ليوم القيامة، يوم تدان فيه الناس بأعمالهم).
وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾. تأكيد لِعِظَم ذلك اليوم عن طريق التكرار، وتفخيم لأهواله التي تحمل الفضيحة والخزي على الكفرة والمجرمين والفجار.
وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾. تفسير لما يكون في