بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ١٤. قوله تعالى: ﴿وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ (٢) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (٣) وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ (٤) هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (٥) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (٦) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (٧) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (٨) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (٩) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (١٠) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (١١) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (١٢) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (١٣) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ (١٤)﴾.
في هذه الآيات: يقسم اللَّه تعالى بالفجر والليالي العشر، والشفع والوتر، والليل الذي يجري ويذهب أن العذاب نازل بأهل الكفر، وقد مضى عذاب عاد وثمود وفرعون وأهل المكر.
فقوله تعالى: ﴿وَالفَجْرِ﴾. قَسَمٌ من اللَّه سبحانه بالفجر وهو الصبح، لأنه وقت انفجار الظلمة عن النهار. قال عكرمة: (الفجر: فجر الصبح). وقال مجاهد: (المراد به فجرُ يوم النحر خاصة، وهو خاتمة الليالي العشر). وعن ابن عباس: (﴿وَالفَجْرِ﴾ قال: النهار). قلت: والراجح الأول، وهو الصبح، كما قال تعالى: ﴿وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ [التكوير: ١٨]. فبه يحصل انقضاء الليل وظهور الضوء، وانتشار الناس وسائر الحيوانات، لطلب العيش والأرزاق.
وقوله تعالى: ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾. قال ابن عباس: (إن الليالي العشر التي أقسم اللَّه بها، هي ليالي العشر الأول من ذي الحجة).
وقال عبد اللَّه بن الزبير: (أول ذي الحجة إلى يوم النحر). وقال مسروق: (ليالي العشر. قال: هي أفضل أيام السنة).
وفي صحيح البخاري عن ابن عباس، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: [ما العَمَلُ في أيامِ


الصفحة التالية
Icon