وعن ابن عباس: (﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ قال: تردُّ الأرواح المطمئنة يوم القيامة في الأجساد).
وعن أبي صالح: (﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً﴾ قال هذا عند الموت).
وفي سنن أبي داود ومسند أحمد والطيالسي بسند صحيح من حديث البراء -في احتضار المؤمن- قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [ثم يجيء ملك الموت عليه السلام حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الطيبة -وفي رواية: المطمئنة- اخرجي إلى مغفرة من اللَّه ورضوان] الحديث (١).
وقوله تعالى: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾. قال أبو صالح: (هذا يوم القيامة). وقال قتادة: (قال: ادخلي في عبادي الصالحين).
والمقصود: يقال لها: ادخلي في زمرة عبادي الصالحين وكوني في جملتهم.
وقوله تعالى: ﴿وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾. أي: وادخلي جنتي معهم، وهي دار الخلود مَسْكَنُ الأبرار، ودار الصالحين والأخيار، وهذا هو التكريم الذي لا ينافسه كل تكريم كان في الدنيا، فنسأل اللَّه السلامة، وبلوغ هذه الكرامة.
تم تفسير سورة الفجر بعون اللَّه وتوفيقه، وواسع منِّه وكرمه عصر يوم السبت ٢٤ - ذي القعدة - ١٤٢٦ هـ الموافق ٢٤/ كانون الأول/ ٢٠٠٥ م
* * *

(١) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٤/ ٢٨٧)، وأبو داود (٢/ ٢٨١)، والطيالسي (٧٥٣)، وغيرهم.


الصفحة التالية
Icon