ولم ترَ لانكشاف الضرِّ وجهًا | ولا أغنى بحيلَتِه الأريب |
أتاك على قُنوطٍ منك غَوثٌ | يَمُنُّ به اللطيف المُسْتجيبُ |
وكل الحادثات إذا تناهتْ | فموصول بها الفرجُ القريبُ |
ولرُبَّ ضائقة يضيق بها الفتى | ذَرْعًا، وعند اللَّه منها المَخْرجُ |
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها | فُرِجت، وكان يظنها لا تُفْرَجُ |
صَبَرَ الصحابةُ في الحروب يقودهم | خيرُ الرجالِ وسيِّدُ الشُّجعان |
حتى تقوَّضَتِ الشرور وزُلزلتْ | أركانُ شركٍ عمَّ كالطوفانِ |
وتحرّر البيت الحرامُ وحُطِّمَتْ | أصنامُهُ فهوتْ على الأذقان |
ورقى بلالٌ بالأذان مكبِّرًا | اللَّه أكبرُ واحدٌ لا ثانِ |
نَصْرٌ من اللَّه العزيز لجندِه | والخِزيُ للطاغوتِ والشيطان |
واللَّه ينصرُ ناصرًا لكتابهِ | مُتَدَرِّعًا بالصبر والإيمان |
لا يستحِقُّ النصرَ إلا صابرٌ | ويبوءُ بالخُسْرانِ كُلُّ جَبانِ |
اليُسْرُ يأتي بعدَ كلّ عَسيرة | والنصرُ بعدَ النصرِ في المَيْدانِ |
وقال مجاهد: (إذا فرغت من أمر الدنيا فانصب، قال: فصلِّ). وقال: (إذا فرغت من أمر الدنيا، وقمت إلى الصلاة، فاجعل رغبتك ونيتك له).
قلت: ونَصَبَ الشيء -في لغة العرب- أقامه، ونَصِبَ: تَعِب. والمقصود: إذا فرغت من الموانع والعوائق فارجع لإقامة ما شُغلت عنه واجتهد في الذكر وطلب العلم