الوجوب في حق من يكون حاله أو طبيعة عمله يحتاج إلى الغسل لئلا يؤذي برائحته المسلمين.
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [مَنْ تَوضَّأ فأحْسَنَ الوضوء، ثم أتى الجُمعة فاستمعَ وأَنْصَتَ، غُفِرَ له ما بينَهُ وبَيْنَ الجمعة، وزيادَةُ ثلاثةِ أيام، ومَنْ مَسَّ الحصى فقد لغا] (١).
وفي سنن أبي داود بإسناد حسن عن سمرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [من توضأ يوم الجمعة فبها وَنِعْمَتْ، ومَن اغتسل فهو أفضل] (٢).
الأدب الثاني: التبكير لصلاة الجمعة:
أخرج مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إذا كان يومُ الجمعة كان على كُلِّ باب من أبواب المسجد ملائكةٌ يكتبون الأوَّلَ فالأوَّل، فإذا جلس الإمام طَوَوا الصُّحفَ وجاؤوا يستمعون الذكر، ومثَلُ المُهَجَّر كَمَثَلِ الذي يُهدي البَدَنَةَ، ثم كالذي يُهدي بقرةً، ثم كالذي يُهْدي الكَبْشَ، ثم كالذي يُهدي الدجاجة، ثم كالذي يُهدي البَيْضَة] (٣).
وأخرج الإمام أحمد وأصحاب السنن بسند صحيح عن أوس بن أوس الثقفي قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: [مَنْ غَسَّلَ واغتسل يومَ الجمعة، وبَكَّرَ وابتكرَ، ومشى ولم يَرْكَب، ودنا من الإمام واستمع ولم يَلْغُ، كان له بكل خطوة أجرُ سنةٍ، أجرُ صيامها وقيامِها] (٤).
الأدب الثالث: لبس أحسن الثياب والتسوك والتماس أجمل الطيب:
ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد مرفوعًا: [غُسْل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، والسواك، وأن يَمَسَّ مِنْ طِيب أهله] (٥).
(٢) حديث حسن. أخرجه أبو داود في السنن (٣٥٤)، كتاب الطهارة، باب في الرخصة في ترك الغسل يوم الجمعة. وانظر صحيح سنن أبي داود (٣٤١).
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم (٨٥٠)، كتاب الجمعة. باب فضل التهجير يوم الجمعة.
(٤) حديث صحيح. أخرجه أحمد (٤/ ١٠٤)، وأبو داود (٣٤٥)، والترمذي (٤٩٦)، وابن ماجة (١٠٨٧)، والنسائي (٣/ ٩٥ - ٩٦)، والبغوي (١٠٦٥)، والحاكم (١/ ٢٨٢).
(٥) حديث صحيح. أخرجه البخاري (٨٧٩)، ومسلم (٨٤٦)، وأبو داود (٣٤١)، والنسائي (٣/ ٩٣).