الذاكرين اللَّه كثيرًا حتى يذكر اللَّه قائمًا وقاعدًا ومُضْطَجِعًا).
قلت: وذكر اللَّه يشمل التسبيح والتهليل والدعاء والصلاة على النبي عليه السلام. ويشمل تلاوة القرآن ومطالعة السنة وهدي خير الأنام. كما يشمل ملاطفة الخلق واختيار أجمل القول مع الوالدين والزوجة والأبناء والأرحام.
ففي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (٤١) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: ٤١ - ٤٢].
٢ - وقال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة: ١٥٢].
ومن كنوز السنة العطرة في آفاق ذلك أحاديث:
الحديث الأول: روى مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [يقول اللَّه تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، واللَّهِ للَّه أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة] (١).
الحديث الثاني: أخرج أحمد والترمذي وابن ماجة بسند حسن عن ابن عمر أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [من دخل السوق فقال: لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتبَ اللَّه له ألفَ ألفِ حسنة، ومحا عنه ألف ألفِ سيئة، ورفعَ له ألفَ ألفِ درجة، وبنى له بيتًا في الجنة] (٢).
الحديث الثالث: أخرج أبو داود والنسائي وابن ماجة بسند صحيح عن أبي سعيد، وأبي هريرة قالا: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصَلّيا أو صلّى ركعتين جميعًا كُتِبَا في الذاكرين والذاكرات] (٣). وفي رواية: [إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ أهله وصليا ركعتين كُتِبا من الذاكرين اللَّه كثيرًا والذاكرات].

(١) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٦٧٥)، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار.
(٢) حديث حسن. أخرجه أحمد والترمذي، وابن ماجة (٢٢٣٣). انظر صحيح ابن ماجة (١٨١٧).
(٣) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن (١٣٠٩)، أبواب قيام الليل. وانظر صحيح سنن أبي داود (١١٦١). ورواه النسائي وابن ماجة والحاكم. انظر: صحيح الجامع (٣٣٠).


الصفحة التالية
Icon