بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

١ - ٧. قوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (٣) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)﴾.
في هذه الآيات: التهديد الشديد للمكذب بالجزاء والحساب يوم الدين، الظالم لليتيم والبخيل على المسكين، والوعيد الأكيد على المنافقين، الذين يتهاونون في صلاتهم وينشغلون عنها ويراؤون، ويمنعون المعونة وحصول المنفعة للمحتاجين.
فقوله تعالى: ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾. أي: أأبصرت يا محمد المكذب بالحساب والجزاء في الآخرة. وعن ابن عباس: (﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ﴾ قال: الذي يكذب بحكم اللَّه عز وجل).
وقوله تعالى: ﴿فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ﴾. يَدُعّ: أي يدفع. من دَعَعْتُ فلانًا عن حقه إذا دفعته عنه. قال ابن عباس: (﴿فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ﴾ قال: يدفع حق اليتيم). وقال مجاهد: (يدفع اليتيم فلا يطعمه). وقال قتادة: (يقهره ويظلمه). والمقصود: إنّ ذاك المكذب بالدين لو تأملت حاله لوجدته ذلك الذي يدفع اليتيم عن حقه ويقهره ويظلمه، ولا يحسن إليه ولا يطعمه. وقد كان عرب الجاهلية لا يورثون النساء والصبيان.
وفي التنزيل:
١ - قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا﴾ [النساء: ١٠].
٢ - وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [الأنعام: ١٥٢].
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول اللَّه، وما هُنّ؟ قال: الشرك باللَّه، والسِّحر، وقَتْلُ النفس التي حَرَّم اللَّه


الصفحة التالية
Icon