الحديث السادس: أخرج البخاري في الصحيح، والنسائي في التفسير، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبيدة، عن عائشة قال: سألتُها عن قوله تعالى: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ﴾ قالت: [نَهْرٌ أُعْطِيَهُ نبيُّكم -صلى اللَّه عليه وسلم-، شاطِئَاه عليه دُرٌّ مَجَوَّفٌ، آنيتُه كعدَدِ النجوم] (١).
الحديث السابع: أخرج أحمد والطبري بسند جيد عن أنس: [أنَّ رجلًا قال: يا رسول اللَّه! ما الكوثر؟ قال: نهرٌ في الجنة أعطانيه ربي، لهو أشَدُّ بياضًا من اللَّبن، وأحْلى من العَسَل، فيه طيورٌ أعناقُها كأعناق الجُزُرِ. قال عمر: يا رسول اللَّه! إنها لناعِمةٌ؟ قال: آكِلُها أَنْعَمُ منها يا عُمر] (٢).
وروى نحوه ابن جرير وفي آخره: ["تردُه طير أعناقها مثلُ أعناق الجُزُر". فقال أبو بكر: يا رسول اللَّه! إنها لناعمة؟ قال: آكِلُها أنعمُ منها].
وقوله تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾. أي: فأخلص لربك الصلاة والذبح على ما أولاك من الكرامة، فصل له الصلاة المكتوبة والنافلة، وانحر على اسمه النسك خالصًا له.
قال ابن عباس: (﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ﴾ قال: الصلاة المكتوبة، والنّحر: النُّسُك والذبح يوم الأضحى). وقال عكرمة: (الصلاة ونحر النُّسك). وقال الربيع: (إذا صليت يوم الأضحى فانحر). وقال ابن زيد: (نحر البدن).
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾. أي: إن مبغضك يا محمد وما جئت به من الوحي العظيم والشرع القويم هو الأذل الأقل المنقطع عن كل خير.
أخرج البزار بإسناد صحيح عن ابن عباس قال: [قدم كعب بن الأشرف مكة، فقالت له قريش: أنت سيدهم، ألا ترى إلى هذا الصنبور المنبتر من قومه يزعم أنه خيرٌ منا ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية! فقال: أنتم خير منه. قال: فنزلت: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾] (٣). ورواه ابن جرير وزاد فيه: (وأنزلت عليه {أَلَمْ تَرَ إِلَى

(١) حديث صحيح. أخرجه البخاري في الصحيح (٤٩٦٥)، والنسائي في "التفسير" (٧٢٥).
(٢) حديث إسناده جيد. أخرجه أحمد في المسند (٣/ ٢٢١)، والطبري في "التفسير" (٣٨١٧٧). ورواه ابن جرير كذلك (٣٨١٧٤) باللفظ الآخر، وإسناده قوي.
(٣) إسناده صحيح. أخرجه البزار من حديث عكرمة عن ابن عباس. انظر: "الصحيح المسند من أسباب النزول" -الوادعي- سورة الكوثر، آية (٣). ورواه ابن جرير في "التفسير" (٣٨٢٢٢) بنحوه.


الصفحة التالية
Icon