السماوات السبع، والأرضين السبع، على هذه السورة ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ وإن اللَّه لم يكافئه أحد من خلقه).
وقال ابن عباس: (ليس كمثله شيء، فسبحان اللَّه الواحد القهار).
الثاني: يعني لا صاحبة له.
قال مجاهد: (﴿وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾: يعني لا صاحبة له).
وفي ﴿كُفُوًا﴾ قراءتان بتسكين الفاء وضمها، فقد قرأها قراء البصرة بالضم ﴿كُفُوًا﴾ وقرأها بعضُ قراء الكوفة بالتسكين ﴿كُفْوًا﴾ وهما قراءتان مشهورتان.
وكلا المعنيين حق، كما قال سبحانه في سورة (مريم): ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (٨٩) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (٩١) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (٩٢) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (٩٣) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾.
وكذلك روى البخاري في صحيحه في هذا المعنى من حديث ابن عباس عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [قال اللَّه تعالى: كذبني ابن آدم، ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إيايَ فزعم أني لا أقدر أن أعيدَه كما كان، وأما شتمهُ إيايَ فقوله: لي ولَدٌ، فسبحاني أن أتخذ صاحبَةً أو ولدًا] (١).
تم تفسير سورة الإخلاص بعون اللَّه وتوفيقه، وواسع منّه وكرمه عصر يوم السبت ١٤ - ذي الحجة - ١٤٢٦ هـ الموافق ١٤/ كانون الثاني/ ٢٠٠٦ م