قال: [إنَّ الشيطان قَعَدَ لابن آدمَ بأطرقهِ، فقعد له بطريق الإسلام فقال: تُسلِم وتذرُ دينكَ ودينَ آبائِكَ وآباءَ آبائك؟ ! فعصاه فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة: فقال: تهاجِرُ وتدعُ أرضك وسماءَك وإنما مثل المهاجر كمثل الفرسِ في الطِّولِ -حبل طويل يشد به الفرس بيده ويربط لوتد فيدور ويرعى دونما يذهب-! فعصاه فهاجرَ، ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهِدُ فهو جهدُ النفس والمال، فتقاتلُ فتقتلُ فتنكحُ المرأةُ ويقسم المالُ؟ ! فعصاه فجاهد، فمن فعل ذلك كان حقًا على اللَّه أن يدخِلَهُ الجنة، ومن قتل كان حقًا على اللَّه أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقًا على اللَّه أن يدخله الجنة، وإن وقَصَتْهُ دابَّتُه كان حقًا على اللَّه أن يدخله الجنة] (١).
ثالثًا - يعرض له فيوسوس له بالشبهات ليفسد عليه دينه:
يروي الطبراني بسند صحيح عن ابن عمرو عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: [إن الشيطان يأتي أحدكُمْ فيقول: مَنْ خلق السماء؟ فيقول: اللَّه، فيقول: من خلق الأرض؟ فيقول: اللَّه، فيقولُ: من خلق اللَّه؟ ! فإذا وجد ذلك أحدكم فليقل آمنت باللَّه ورسوله] (٢).
ورواه أحمد من حديث عائشة بلفظ: [إنّ الشيطان يأتي أحدَكم فيقول: مَنْ خَلَقَكَ؟ فيقول اللَّه، فيقولُ: فمن خلقَ اللَّه؟ ! فإذا وجدَ أحدكم ذلك فليقل: آمنت باللَّه ورسله، فإن ذلك يذهبُ عنهُ].
رابعًا - يعرض له عند طعامه وشرابه ليشاركه فيه:
روى مسلم في صحيحه وأحمد في مسنده عن حذيفة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: [إنّ الشيطان ليستحل الطعامَ الذي لم يُذْكرِ اسمُ اللَّهِ عليه، وإنه لمّا جاء بهذا الأعرابي ليستحِلَّ به فأخذت بيده، وجاء بهذه الجاريةِ ليستحلَّ بها فأخذت بيدها، فوالذي نفسي بيده إن يده في يدي مع أيديهما] (٣).
(٢) حديث صحيح. رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط. وانظر "مجمع الزوائد" (٣٤١). ومسند أحمد (٥/ ٢١٤)، (٦/ ٢٥٨) بإسناد حسن، وسلسلة الأحاديث الصحيحة (١١٦)، (١١٧). وأصله في صحيح البخاري (٢/ ٣٢١)، وصحيح مسلم (١/ ٨٤).
(٣) حديث صحيح. أخرجه مسلم في الصحيح (٢٠١٧)، ورواه أبو داود والنسائي في سننهما. وانظر "صحيح الجامع الصغير" -حديث رقم- (١٦٤٩).