مع ذلك (١).
وأجمعوا - أيضا - على إظهارهما عند حروف الحلق الستة، وهي: الهمزة والهاء والحاء والعين والخاء والغين، إلا ما كان من مذهب ورش عند الهمزة من إلقائه حركة الهمزة عليهما -وقد ذُكر- (٢).
وكذا أجمعوا على قلبهما (٣) (ميما عند الباء خاصة، وعلى إخفائها عند باقي حروف المعجم (٤).
_________
(١) والقلب: هو التحويل، والمراد به هنا: جعل حرف مكان حرف آخر مع مراعاة الغنة والإخفاء في الحرف المقلوب. الإدغام هنا ناقص لبقاء غنة النون والتنوين مع الإدغام، ولبقاء وصف المدغم، وحقيقة الإدغام الصحيح الكامل: ألا يبقى فيه من الحرف المدغم أثر؛ إذا كان لفظه ينقلب إلى لفظ المدغم فيه؛ فيصير مخرجه من مخرجه.
وأجمع القرّاء على إظهار النون الساكنة عند الواو والياء إذا كانتا في كلمة واحدة، نحو (صنوان وقنوان والدنيا وبنيان) لئلا يشتبه بالمضعف نحو (صوّان) التي أصلها (صِوْوَان)، وكذلك أظهر العرب مع الميم في كلمة نحو قولهم شاة زنُما وفحم زُنْم، ولم يقع مثله في القرآن. انظر: النشر ٢/ ٢٢: ٢٨. والجامع ل ١٢٥. والتذكرة ١/ ١٨٧. والتبصرة ص ٣٦٧، والعنوان ص ٥٨. والتلخيص ١٣٥. والإقناع ص ١٥٣. والكنز ٤٧. وهداية القارئ ١/ ١٦٧.
(٢) ذكر في (باب نقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها). وانظر الإجماع للسبعة في النشر ٢/ ٢٢. والتذكرة ١/ ١٨٧. وجامع البيان ل ١٢٥. والتبصرة ص ٣٦٦. والعنوان ص ٥٨. والتلخيص ص ١٣٥. وتلخيص العبارات ص ٤٤. والإقناع ص ١٥٧. والكنز ص ٤٧.
(٣) أي النون الساكنة والتنوين.
(٤) وجملة الباقي خمسة عشر حرفا، وقد جمعها الجمزوري في تحفته في أوائل كلمات هذا البيت:

صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما دم طيبا زد في تقى ضع ظالما
انظر: الإجماع للسبعة في النشر ٢/ ٢٦، ٢٧. وجامع البيان ل ١٢٨. والتذكرة ١/ ١٨٨ والتبصرة ص ٣٦٩. والعنوان ص ٥٨. والإقناع ص ١٥٩ وص ١٦٠. والكنز ص ٤٨.


الصفحة التالية
Icon