و (دانيةُ) من مدن الأندلس، من أعمال بلنسية على ضفّة البحر شرقا، مرساها عجيب، يُسمّى (السمّان) وهي بلد جميلة كثيرة التين والعنب واللوز، وكانت قاعدة ملك أبي الجيش مجاهد العامري، وأهلُها أقرأ أهل الأندلس؛ لأن مجاهدا كان يستجلب القُرّاء ويُفضِل عليهم، ويُنفق عليهم الأموال؛ فكثروا في بلاده.
قال ياقوت في "دانية": "ومنها شيخ القُرّاء صاحب التصانيف في القراءة والقرآن أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني" (١).
وفاته
توفي الحافظ - رحمه الله - بدانية يوم الاثنين منتصف شوّال سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وله من العمر اثنان وسبعون سنة.
ودُفن بعد العصر، ومشى صاحبُ (دانية) أمامَ نعشه، وشيّعه خلْقٌ عظيم، رحمه الله تعالى (٢).
_________
(١) معجم البلدان لياقوت الحموي ٢/ ٤٣٤.
(٢) القُراء الكبار (ص ٢٢٨). وغاية النهاية (١/ ٥٠٥).


الصفحة التالية
Icon