..................................
_________
= أحسنتَ وأصبتَ السنة، وهذا يقتضي صحة الحديث.. ثم قال في سبب التكبير: "لم يروَ بإسناد يحكم عليه بصحة ولا ضعف". وقال ابن قدامة: "واستحسن أبو عبد الله - يعني: الإمام أحمد - التكبيرَ عند آخر كل سورة من سورة (الضحى) إلى آخر القرآن، لأنه روى عن أبيّ بن كعب أنه قرأ على النبي ﷺ فأمره بذلك، رواه القاضي بإسناده". وقال الشيخ ابن الجزري: "فاعلم أن التكبير صحّ عند أهل مكة قراءهم وعلمائهم وأئمتهم ومن روى عنهم صحة استفاضت واشتهرت وذاعت وانتشرت حتى بلغت حدّ التواتر وصحّت أيضا عن أبي عمرو من رواية السوسي وعن أبي جعفر من رواية العمري، ووردت - أيضا - عن سائر القراء، وبه كان يأخذ ابن حبش والخبازي عن الجميع، وحكى ذلك الإمام أبو الفضل الرازي وأبو القاسم الهذلي والحافظ أبو العلاء، وقد صار على هذا العمل عند أهل الأمصار في سائر الأقطار عند ختمهم في المحافل واجتماعهم في المجالس". ثم قال: "ومن لم يفعله فلا حرج عليه، وهو سنة مأثورة عن رسول الله ﷺ والصحابة والتابعين" ا. هـ. ثم ساق أسانيده بذلك، ثم قال: "وقد تكلم أهلُ الحديث في البزي، وأظنُّ ذلك من قبل رفعه له فضعفه أبو حاتم والعقيلي على انه قد رواه عن البزي جماعة كثيرون وثقات معتبرون" ا. هـ. وقال الزعبي في "إرشاد البصير": والتكبير سنة عند الشافعية والحنابلة كما وضحت ذلك في موضعه، وأهل مكة وقراءهم وعلمائهم وفقهائهم نقلوا التكبير. وأجمعت الأمة على ذلك، ولا اعتبار لمن خالف وشذّ " ا. هـ. وابتداء التكبير فيه خلاف هل هو من أول (الضحى) أم من آخرها؟، والصواب: أنه من أول (الضحى) هكذا قال الحافظ ابن الجزري. وانتهائه فيه خلاف أيضا، والجمهور من المغاربة وبعض المشارقة وغيرهم إلى أن انتهاء التكبير آخر سورة (الناس)، وآخرون - وهم جمهور المشارقة - إلى أن انتهاءه أول سورة (الناس).
قال الحافظ: "والوجهان مبنيان على أصل وهو أن التكبير هل هو لأول السورة أم لآخرها؟، فمَن ذهب إلى أنه لأول السورة لم يكبّر لآخر سورة (الناس)، سواء كان ابتداء التكبير عنده من أول (ألم نشرح) أو من أول (الضحى). قال الشاطبي - رحمه الله تعالى -: =