وقال مالك بن أنس (١): " لا أوتى برجل يفسر كتاب الله غير عالم بلغة العرب إلا جعلته نكالًا" (٢).
"ولا يجوز حمل الآيات على المعاني القاصرة بمجرد الاحتمال النحوي الإعرابي" (٣)؛ "فالقاعدة في ذلك أن يُحمل القرآن على أصحّ المعاني وأفصح الأقوال، فلا يحمل على معنى ضعيفٍ، ولا على لفظٍ ركيك" (٤).
واللغة رغم أهميتها في التفسير، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليها مجردةً عن غيرها من مصادر التفسير الأخرى.
قال النووي (٥): "ولا يكفي مع ذلك معرفة العربية وحدها، بل لا بد معها من معرفة ما قاله أهل التفسير فيها؛ فقد يكونون مجتمعين على ترك الظّاهر أو على إرادة الخصوص أو الإضمار وغير ذلك مما هو خلاف الظّاهر" (٦).
وقد أشار لذلك القرطبي في تفسيره -حين ذكر وجهي المنع من التفسير بالرأي -بقوله:
"الوجه الثاني: أن يتسارع إلى تفسير القرآن بظاهر العربية، من غير استظهار
_________
(١) هو أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الأصبحي المدني الفقيه، إمام دار الهجرة، ولد سنة ٩٣ هـ، وتوفي سنة ١٧٩ هـ. يُنظر: تقريب التهذيب (ص: ٩١٣)، وسير أعلام النبلاء (٨/ ٤٨).
(٢) البرهان في علوم القرآن (١/ ٢٩٢) الإتقان في علوم القرآن (٤/ ٢٠٩).
(٣) بدائع الفوائد (٣/ ٢٨).
(٤) محاسن التأويل (١/ ١٦٣).
(٥) هو يحيى بن شرف بن مري، ابن جمعة النووي الشافعي، محيي الدين أبو زكريا، الإمام الحافظ المؤرّخ الفقيه، ولد سنة ٦٣١ هـ، من مؤلفاته: "تهذيب الأسماء واللغات"، و «الأذكار"، توفي سنة ٦٧٦ هـ. يُنظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب (١/ ٥٥)، وطبقات الشافعية الكبرى (٨/ ٣٩٥).
(٦) التبيان في آداب حملة القرآن، للنووي (ص: ١٦٧).


الصفحة التالية
Icon