قال ابن منظور (١): " الفَسْرُ بمعنى: البيان، وفَسَر الشيء يفسِره (بالكسر)، ويفسُره (بالضم) فسرًا، وفَسَّره: أبانه، والتّفسِير مثله، والفَسْر: كشف المغطى، والتّفسِير: كشف المراد عن اللّفظ المشكِل" (٢).
قال الخليل (٣): "التفسير: هو بيانٌ وتفصيلٌ للكِتاب، وفَسَره يفسِره فسرًا، وفسَّره تفسيرًا" (٤).
ثانيا: "التفسير" اصطلاحا:
عرَّفه العلماء بعدة تعريفات، نورد أبرزها:
عرَّفه الزركشي (٥) بقوله: " علمٌ يُعرف به فهم كتاب الله المنَزَّل على نبيه محمد ‘، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحِكَمه" (٦).
_________
(١) هو محمد بن مكرم بن علي، أبو الفضل، ابن منظور الأنصاري الرويفعي الإفريقي، الإمام اللغوي الحجة، ولد سنة ٦٣٠ هـ بمصر، من أشهر مصنفاته "لسان العرب"، و"مختار الأغاني"، توفي سنة ٧١١ هـ. يُنظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، لابن حجر (٦/ ١٥)، والأعلام (٧/ ١٠٨).
(٢) لسان العرب (٥/ ٥٥)، فصل الفاء، مادة (فسر).
(٣) هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي اليحمدي، أبو عبد الرحمن، ولد في سنة ١٠٠ هـ، وكان إماماً في اللغة والنحو، استنبط علم العروض وأخرجه إلى الوجود، من مصنفاته: كتاب "العين" في اللغة، وكتاب "العروض"، توفي سنة ١٧٠ هـ. يُنظر: الطبقات الكبرى، لابن سعد (ص: ٢٣)، إنباه الرواة على أنباه النحاة (١/ ٣٧٦).
(٤) العين (٧/ ٢٤٧)، حرف السين، الثلاثي الصحيح، باب السين والراء والفاء، مادة (فسر).
(٥) هو محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي، أبو عبد الله، عالم بفقه الشافعية والأصول، تركي الأصل، ولد بمصر سنة ٧٤٥ هـ، له تصانيف كثيرة في عدة فنون، منها: (الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة) و (لقطة العجلان)، توفي سنة ٧٩٤ هـ. يُنظر: شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد الحنبلي (٨/ ٥٧٢)، والدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة (٥/ ١٣٣).
(٦) البرهان في علوم القرآن، للزركشي (١/ ١٣).


الصفحة التالية
Icon