موضع آخر" (١).
وعقّب الشارح (٢) بقوله: ".. منه ما لا يتنازع فيه اثنان لوضوحه واستبانته، وأوضح أمثلته ما يكون على طريقة السؤال والجواب، أو على طريقة ذكر الموصوف ثم إتباعه بأوصافه... وكثيرٌ من هذا النوع يأتي متواليًا " (٣).
كما صنّف الزركشي في كتابه "البرهان" آيات القرآن الكريم من حيث البيان، فجعلها على قسمين:
الأول: ما هو بيِّن بنفسه بلفظٍ لا يحتاج لبيانٍ منه ولا من غيره.
الثاني: ما ليس ببيِّن في نفسه؛ فيحتاج إلى بيان، وبيانه إما في آية أخرى أو في السنة.
والبيان في آية أخرى قد يكون مضمرًا، أو متقدمًا، أو متأخرًا، وقد يكون واضحًا، ثم قسّم البيان الواضح إلى قسمين أيضا: ما كان عقبه، وما كان منفصلًا عنه، وقد استشهد على كل حالةٍ ونوعٍ بالآيات القرآنية (٤).
ولاريب أن القسم الأخير (الواضح الذي يكون بيانه في آيةٍ عقبه) يدخل دخولًا أوليًا في البيان المتَّصل (٥).
_________
(١) مقدمة في أصول التفسير، لابن تيمية (ص: ٣٩).
(٢) وهو الدكتور: مساعد الطيار، في كتابه: " شرح مقدمة في أصول التفسير".
(٣) شرح مقدمة في أصول التفسير، للطيار (ص: ٢٧١، ٢٧٢)، وهذه الأمثلة التي ذكرها من أبرز وجوه وروده في القرآن الكريم، وسيأتي بيانها في الفصل الثاني.
(٤) يُنظر: البرهان في علوم القرآن (٢/ ١٨٣ - ١٨٦) باختصار.
(٥) وسيأتي في الفصل القادم تفصيلٌ لأنواع البيان المتصل.