ولا ريب أن تتمتها تفسيرٌ لها، أزيل به ما أشكل على ابن أم مكتوم - رضي الله عنه -.
ثالثا: علم المناسبات:
تعريف علم المناسبة: " هو علمٌ تعرف منه علل ترتيب أجزاء القرآن ". (١)
وقد اهتم العلماء بدراسة علم المناسبات، ومنه المناسبات بين السور المتتالية، والمناسبات في السورة الواحدة (٢).
وفي شأن المناسبة بين الآيات في السورة الواحدة يقول الزركشي:
" والذي ينبغي في كل آيةٍ، أن يُبحث أول كل شيءٍ عن كونها مكمِّلةً لما قبلها أو مُستقلّة، ثم المستقلّة، ما وجه مناسبتها لما قبلها؟ " (٣).
فقسّم المناسبات إلى قسمين رئيسين: مكمِّلة، ومُستقلّة.
وموضوع بحثنا في القسم الأول، وهو: الآية المكمِّلة لما قبلها، ومرتبطة بها.
وقد بين الزركشي أن الارتباط يكون لسببين:
الأول: لتعلق الكلام بعضه ببعضٍ وعدم تمامه بالأولى.
الثاني: أن تكون الآية الثانية للأولى على جهة التأكيد والتفسير، أو الاعتراض والتشديد (٤).
أقول: والتفسير بالبيان المتّصل قد يكون للسبب الأول، نحو قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ
_________
(١) نظم الدرر في تناسب الآيات والسور (١/ ٦)، للاستزادة يُنظر: الإتقان في علوم القرآن (٣/ ٣٦٩، وما بعدها).
(٢) للاستزادة يُنظر: البرهان في علوم القرآن (١/ ٣٧ ـــ ٤٠)، وأسرار ترتيب القرآن، للسيوطي (ص: ٥)، والإتقان في علوم القرآن (٣/ ٣٦٩، وما بعدها).
(٣) البرهان في علوم القرآن (١/ ٣٧).
(٤) يُنظر: البرهان في علوم القرآن (١/ ٣٧، وما بعدها) باختصار.