النموذج الثاني:
قوله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (٣)﴾ (١).
المبيَّن: ﴿لِلْمُطَفِّفِينَ﴾.
البيان المتَّصل: ﴿الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (٢) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾.
المعنى الإجمالي للبيان المتَّصل:
أخبر تعالى في الآية الأولى استحقاق المطفِّفِين للعذاب الشديد، ثم بين المراد بالتطفيف في الآية التالية، فأوضح أنه في أمر الوزن والكيل، وكشف عن صفات المطفّفين، بشرح طريقة تطفيفهم الذي بسببه استحقوا الدعاء بالويل، وهو أنهم إذا أخذوا منهم وفاء عما ثبت لهم قِبَلَهم، يستوفون لأنفسهم فيكتالونه منهم وافيًا، وإذا أَعطوا الناس حقهم، الذي للناس عليهم بكيلٍ أو وزنٍ، ينقصونهم ذلك، إما بمكيال وميزان ناقصين، أو بعدم ملء المكيال والميزان، أو نحو ذلك (٢).
فأُقيمت "على" مقام"من" في قوله: ﴿عَلَى النَّاسِ﴾ لدلالة الكلام على معنى الاستيلاء، فاكتيالهم للنّاس فيه إضرارٌ بهم، وتحاملٌ عليهم (٣).
_________
(١) سورة المطففين: ١ - ٣.
(٢) يُنظر: تفسير السمرقندي (٣/ ٥٥٦)، إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم، لأبي السعود (٩/ ١٢٤)، تيسير الكريم الرحمن، للسعدي (ص: ٩١٥).
(٣) يُنظر: مفاتيح الغيب، للرازي (٣١/ ٨٢)، التسهيل لعلوم التنزيل (٢/ ٤٦٠)، إرشاد العقل السليم (٩/ ١٢٤).