إذا عُلم ناقصًا، تشوّقت النفس إلى العلم به كاملاً، وحصل لديها ظمأ لمعرفته، فإذا استكملت النفس معرفته كانت لذتها أشدّ من حصول العلم به دفعة واحدة. (١).
(٤) تفخيم شأن المبيَّن، وتعظيمه (٢).
قال ابن الأثير (٣): "اعلم أن هذا النوع لا يعمد إلى استعماله إلا لضربٍ من المبالغة، فإذا جيء به في كلام، فإنما يفعل ذلك لتفخيم أمرٍ مبهمٍ وإعظامه؛ لأنه هو الذي يطرق السمع أولًا، فيذهب بالسامع كل مذهب... ، فإن الإبهام أولًا يوقع السَّامع في حيرةٍ وتفكّر، واستعظام لما قرع سمعه، وتشوّف إلى معرفته، والاطّلاع على كُنهه" (٤).
أنواعه في القرآن (٥):
١ - جواب استفهام.
٢ - إيضاح لفظٍ مفرد، أو معنى.
١ - جواب استفهام:
بأن يرد استفهام في الآية، ثم يتلوه جوابٌ لذلك الاستفهام، سواء أكان غرض الاستفهام طلب العلم بشيءٍ ما، أم سوى ذلك من الأغراض البلاغية التي تُفهَم من
_________
(١) البلاغة العربية (٢/ ٦٦، ٦٧).
(٢) جواهر البلاغة (ص: ٢٠٢).
(٣) هو أبو الفتح نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، المعروف بابن الأثير الجزري، الملقب ضياء الدين؛، أحد وزراء الملك الأفضل ابن صلاح الدين الأيوبي، له من الملفات: " الوشي المرقوم في حل المنظوم "، و " المعاني المخترعة في صناعة الإنشاء "توفي سنة ٦٢٢ هـ. وفيات الأعيان (٥/ ٣٨٩).
(٤) المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، لابن الأثير (٢/ ١٦٠).
(٥) اكتفيت بذكر أبرز الأنواع، وأكثرها ورودا في القرآن الكريم.