والحثّ كالإغراء (١)، والإغراء أمر". (٢).
قال الزّجاج: "وزعمَ بعض النحويين أن قوله: ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ جوابه ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ﴾، وهذا خطأٌ لأنه ليست بالدلالة تَجب المغفرة إِنما تجب المغفرة بقبولهم ما يُؤَدي إِليهم النبي - ﷺ -، ولكن ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ جواب ﴿تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ﴾ (٣).
٢ - إيضاح لفظ أو معنى كلام سابق (٤):
بأن يرد في الآية لفظٌ أو معنى مبهم، ثم يأتي بعده ما يكون تفسيرًا موضحًا له.
مثال إيضاح اللفظ:
قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (١٩) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (٢١)﴾ (٥). المبيَّن: ﴿هَلُوعًا﴾. البيان المتَّصل: ﴿إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (٢٠) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (٢١)﴾. المعنى الإجمالي للآيات: أن الله خلق الإنسان يحب ما يسره ويهرب مما يكره، ثم تعبَّده بإنفاق ما يحب والصّبر على ما يكره (٦).
_________
(١) الإغراء: "هو أمر المخاطب بلزوم ما يحمد به". شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (٣/ ٣٠١).
(٢) مفاتيح الغيب (٢٩/ ٥٣١).
(٣) معاني القرآن وإعرابه (١/ ٢٦٦).
(٤) وكثير من هذا النوع يأتي باستخدام أسلوب الاستفهام نحو قوله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥)﴾ [سورة الهمزة: ٥]، وقوله: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣)﴾ [سورة الحاقة: ٣].
(٥) سورة المعارج: ١٩ - ٢١.
(٦) معالم التنزيل (٥/ ١٥٣).


الصفحة التالية
Icon