يا بن عباس! (١)، وقد ذكر ابن حجر أن عمر تعجب من حرص ابن عباس على تحصيل التفسير بجميع طرقه، حتى في تسمية من أبهم فيه (٢)، وهذا الخبر يبين مدى اهتمام ابن عباس بمعرفة المبهمات، وهو يفيد أن اهتمامه بما هو أكثر فائدة سيكون أعظم.
ومن حرص ابن عباس وملازمته تعلم التفسير ما حدث به عن نفسه قائلاً: «كنت ألزم الأكابر من أصحاب رسول الله - ﷺ - من المهاجرين والأنصار، فأسألهم عن مغازي رسول الله - ﷺ -، وما نزل من القرآن في ذلك، وكنت لا آتي أحداً منهم إلا سُر بإتياني لقربي من رسول الله - ﷺ -، فجعلت أسأل أبي بن كعب يوماً - وكان من الراسخين في العلم - عما نزل من القرآن بالمدنية... » (٣).
٢ - وعن عكرمة (٤) أنه قال في قول الله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى
_________
(١) صحيح البخاري، كتاب المظالم، باب الغرفة والعلية المشرفة وغير المشرفة في السطوح وغيرها (٣/ ١٠٣ - ١٠٦).
(٢) فتح الباري (٥/ ١١٧).
(٣) الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/ ١٢٤).
(٤) هو أبو عبد الله البربري القرشي المدني، مولى ابن عباس، روى عنه وعن عائشة وأبي هريرة، وروى عنه أيوب، قال عن نفسه: «طلبت العلم أربعين سنة»، توفي عام (١٠٤)، وقيل غير ذلك.
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٢/ ١٣٣)، وسير أعلام النبلاء (٥/ ١٢)، وطبقات المفسرين للداودي (١/ ٣٨٦).


الصفحة التالية
Icon