وممن اشتهر بين مفسري الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم - بالإشادة به، والثناء عليه حبر الأمة، وترجمان القرآن عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -، فقد أشاد به الصحابة والتابعون على حد سواء، وما ذاك إلا لسعة علمه بتفسير القرآن، وتبحره فيه، وأثر من آثار دعاء النبي - ﷺ - بأن يعلمه الله التأويل (١).
ومما جاء في الثناء عليه:
١ - قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: «والله إنك لأصبح فتياننا وجهاً (٢)،
_________
(١) رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس، في كتاب العلم، باب قول النبي - ﷺ -: «اللهم علمه الكتاب» (١/ ٢٧) بلفظ: «اللهم علمه الكتاب». قال ابن حجر في فتح الباري (١/ ١٧٠): «والمراد بالكتاب القرآن؛ لأن العرف الشرعي عليه، والمراد بالتعليم ما هو أعم من حفظه والتفهم فيه»، وأخرجه ابن ماجه بلفظ: «اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب» في مقدمة سننه، باب في فضائل أصحاب رسول الله - ﷺ - (١/ ٥٨).
وجاء الحديث بلفظ: «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» عند الإمام أحمد في المسند (١/ ٢٦٦، ٣١٤، ٣٢٨، ٣٣٥)، وابن حبان في صحيحه، كما في الإحسان (٩/ ٩٨)، والطبراني في المعجم الكبير (١٠/ ٢٦٣، ١٢/ ٥٥)، وفي الأوسط (٢/ ٢٤٩)، والحاكم في المستدرك (٣/ ٥٣٦) وقال: «حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، قال الهيمثي في مجمع الزوائد (٩/ ٢٧٦): «لأحمد طريقان رجالهما رجال الصحيح».
(٢) صباحة الوجه تعني جماله ووضاءته، انظر تهذيب اللغة (٤/ ٢٦٨)، والصحاح (١/ ٣٨٠)، مادة... " صبح ".