٣ - اتفاقهم في مسائل الاعتقاد، ولذلك اتفقت كلمتهم في تفسير آيات الصفات، على حين أخذت جانباً كبيراً من اختلافات المفسرين فيما بعد.
٤ - اهتمامهم الشديد بالعمل وانكبابهم عليه، مما صرفهم وشغلهم عن الاختلاف والنزاع.
٥ - ترك الحديث عما لم يقع، والنهي عن السؤال عنه؛ لكونه من التنطع والتكلف في الدين، والرجم بالظن من غير ضرورة ملحة.
يقول النووي (١)
معلقاً على نهي النبي - ﷺ - عن كثرة السؤال (٢): «قيل: المراد به الإكثار من السؤال عما لم يقع، ولا تدعو إليه حاجة، وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة بالنهي عن ذلك، وكان السلف يكرهون ذلك ويرونه من التكلف المنهي
_________
(١) هو أبو زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي، محدث فقيه، ولد سنة (٦٣١)، كان رأساً في العلم والورع والزهد، صنف: المجموع شرح المهذب، والأذكار، والتقريب، والتبيان، توفي سنة (٦٧٦).
انظر: تذكرة الحفاظ (٤/ ١٤٧٠)، وطبقات الشافعية للسبكي (٨/ ٣٩٥)، وشذرات الذهب (٥/ ٣٥٤).
(٢) رواه البخاري في كتاب الزكاة، باب قول الله تعالى: ﴿لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا﴾ (٢/ ١٣١)، وفي كتاب الاستقراض، باب ما ينهى عن إضاعة المال (٣/ ٨٧)، ومسلم في كتاب الأقضية (٣/ ١٣٤٠ - ١٣٤١) برقم (١٧١٥) من حديث المغيرة بن شعبة - رضي الله عنه -.


الصفحة التالية
Icon