النبي - ﷺ -.
فمذهب جمهور العلماء والمحدثين الاكتفاء بالقدر اليسير من الصحبة، وعدم اشتراط طولها.
يقول ابن كثير (١): » الصحابي من رأى رسول الله - ﷺ - في حال إسلام الراوي وإن لم تطل صحبته له، وإن لم يرو عنه شيئاً، هذا قول جمهور العلماء خلفاً وسلفاً» (٢).
وذكر بعض العلماء أن هذا المذهب طريقة أهل الحديث (٣).
والتعبير بالرؤية قد يفهم منه إخراج من لا يستطيع رؤية النبي - ﷺ - كالأعمى؛ لذا عبر بعض العلماء عن الرؤية باللقاء، فعَرَّفَ الصحابي بأنه من لقي النبي - ﷺ - (٤).
وذهب بعض الأصوليين إلى اشتراط طول الصحبة لصحة إطلاق اسم الصحابي على من رأى النبي - ﷺ -، فمجرد الرؤية واللقاء ليس كافياً في نظرهم، وإن
_________
(١) هو الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، ولد سنة (٧٠٠)، وتلمذ على ابن تيمية والمزي، من مصنفاته: تفسير القرآن، والأحكام، والبداية والنهاية، وتوفي عام (٧٧٤).
انظر: الدرر الكامنة لابن حجر (١/ ٣٩٩)، وشذرات الذهب لابن العماد (٦/ ٢٣١).
(٢) الباعث الحثيث (ص ١٥١)، وانظر فتح الباري (٧/ ٤).
(٣) مقدمة ابن الصلاح (ص ٤٨٦).
(٤) انظر: التقييد والإيضاح (ص ٢٩٢)، ونزهة النظر لابن حجر (ص ١٢٧ - ١٢٨).