يَطَّوَّفَ بِهِمَا}» (١).
٢ - عن جبير بن نفير (٢) قال: «كنت في حلقة فيها أصحاب رسول الله - ﷺ -، وإني لأصغر القوم، فتذاكروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقلت أنا: أليس الله يقول: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾ (٣)؟، فأقبلوا علي بلسان واحد، وقالوا: أتنتزع آية من القرآن لا تعرفها، ولا تدري ما تأويلها؟ !، قال: حتى تمنيت أني لم أكن تكلمت، ثم أقبلوا يتحدثون، فلما حضر قيامهم قالوا: إنك غلام حديث السن، وإنك نزعت بآية لا تدري ما هي» (٤).
وهناك عوامل أسهمت في تفشي الخطأ وازدياده بين الناس، وكان لها أثر بارز في نشاط الحركة النقدية لدى الصحابة والتابعين - رضي الله عنهم -، ومن أبرزها ما يأتي:
_________
(١) سورة البقرة من الآية (١٥٨)، والحديث أخرجه البخاري في كتاب العمرة، باب يفعل في العمرة ما يفعل في الحج (٢/ ٢٠٢)، ومسلم في كتاب الحج (٢/ ٩٢٨) برقم (١٢٧٧).
(٢) هو أبو عبد الرحمن جبير بن نفير بن مالك الحضرمي الحمصي، أسلم في خلافة الصديق، وفي سماعه من عمر نظر، ويعد من كبار تابعي أهل الشام، خرج له مسلم وأهل السنن، توفي عام (٨٠).
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٧/ ٢/١٥١)، وتذكرة الحفاظ (١/ ٥٢)، وتهذيب التهذيب (١/ ٢٩٢).
(٣) سورة المائدة من الآية (١٠٥).
(٤) جامع البيان (٩/ ٤٦).