والسنة، عملاً بقوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (١).
والاتجاه الثاني: النقد التفصيلي لبعض الروايات الإسرائيلية التفسيرية، وسيأتي مبحث مستقل لذلك.
ثالثاً: دخول الأعاجم في الإسلام.
باتساع الفتوحات الإسلامية دخلت أمم كثيرة الإسلام، وهي تجهل مبادئ اللغة العربية، ومع رغبتهم في تعلم اللغة العربية واجتهاد المسلمين في تعليمهم إلا أنه بقيت فيهم بقايا كثيرة تجهل مسائل اللغة، فالتبس عليهم فهم القرآن الكريم، ويبدو أن أخطاءهم لم تكن قليلة، كما أنها لم تكن فرعية فبعضها يتعلق بالعقائد، ويظهر ذلك من خلال شكوى التابعين منهم، فقد ذكر عند الحسن البصري الاختلاف في التفسير، فقال: «إنما أُتي القوم من قبل العجمة» (٢).
وعنه قال: «أهلكتهم العجمة يتأولون القرآن على غير تأويله» (٣).
_________
(١) سورة العنكبوت آية (٥١).
(٢) فضائل القرآن لأبي عبيد (١/ ١٧٩)، والسنة للمروزي (ص ٨)، والفقيه والمتفقه (١/ ١٩٨).
(٣) الجامع لابن وهب (٣/ ٤٤)، وهو في التاريخ الكبير (٣/ ١/٩٣)، وخلق أفعال العباد للبخاري (ص ١٠١) مختصراً.