«من رغب عن سنتي فليس مني» (١)، قال الحسن: فما أكثر الراغبين عن سنته التاركين لها، ثم إن علوجاً فساقاً أكلة الربا والغلول قد سفههم ربي ومقتهم، زعموا أن لا بأس عليهم فيما أكلوا وشربوا وزخرفوا هذه البيوت، يتأولون هذه الآية (٢): ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ (٣)، وإنما جعل ذلك لأولياء الشيطان، قد جعلها ملاعب لبطنه وفرجه» (٤).
ونتيجة التحولات الاجتماعية التي حدثت في المجتمع الإسلامي ترك بعض الناس العمل بآيات قرآنية، حتى ساد اعتقادٌ أنها منسوخة، فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «ترك الناس ثلاث آيات فلم يعملوا بها: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ﴾ إلى آخر الآية (٥)، والآية التي في سورة النساء: ﴿وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ﴾ (٦)،
_________
(١) أخرجه البخاري في كتاب النكاح، باب الترغيب في النكاح (٦/ ١١٦)، ومسلم في كتاب النكاح (٢/ ١٠٢٠) برقم (١٤٠١) كلاهما عن أنس - رضي الله عنه -.
(٢) وفي رواية حلية الأولياء: «ويذهبون بها إلى غير ما ذهب الله بها إليه»
.
(٣) سورة الأعراف من الآية (٣٢).
(٤) جامع البيان (١٠/ ١٥٧ - ١٥٨)، وحلية الأولياء (٢/ ١٥٣).
(٥) سورة النور آية (٥٨).
(٦) سورة النساء من الآية (٨).


الصفحة التالية
Icon