وشهد لهم في محكم كتابه بالصدق والعدالة» (١).
٢ - وقيل لعروة: «إن ابن عباس يقول: إن النبي - ﷺ - لبث بمكة بضع عشرة سنة، فقال عروة: كذب»، قال الخطابي: «يريد أخطأ» (٢).
وإنما سمي الخطأ كذباً «لأنه يشبهه في كونه ضد الصواب، كما أن الكذب ضد الصدق، وإن افترقا من حيث النية والقصد، لأن الكاذب يعلم أن ما يقوله كذب، والمخطئ لا يعلم» (٣).
وذكر بعض العلماء أن هذه التسمية معروفة لدى أهل الحجاز (٤).
ومن أمثلة هذا الاستعمال في نقد التفسير:
١ - لما قدم خراج العراق إلى عمر - رضي الله عنه - خرج ومولى له، فجعل عمر يعد الإبل، فإذا هي أكثر من ذلك، فجعل عمر يقول: «الحمد لله، ويقول مولاه: يا أمير المؤمنين، هذا والله من فضل الله ورحمته، فقال عمر: كذبت ليس هذا هو،
_________
(١) غريب الحديث (٢/ ٣٠٢)، وانظر الاستذكار لابن عبد البر (٢/ ٢٨٨).
(٢) غريب الحديث للخطابي (٢/ ٣٠٣)، وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (٣/ ٥٩٩)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٦٢٦) دون قوله: كذب.
(٣) النهاية في غريب الحديث والأثر (٤/ ١٥٩).
(٤) الثقات لابن حبان (٦/ ١١٤).


الصفحة التالية
Icon