عباس: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ﴾ (١) هذه الآية، وتلا ابن عباس: ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا﴾ (٢)، وقال: سألهم النبي - ﷺ - عن شيء، فكتموه إياه وأخبروه بغيره، فخرجوا قد أروه أن قد أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه، وفرحوا بما أتوا من كتمانهم إياه ما سألهم عنه» (٣).
حادي عشر: لا تغرنكم هذه الآية.
ومن أمثلته:
١ - قال عمر - رضي الله عنه - في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ﴾ (٤): «لا تغرنكم هذه الآية، فإنها كانت يوم بدر، وأنا فئة لكل مسلم» (٥).
_________
(١) سورة آل عمران من الآية (١٨٧).
(٢) سورة آل عمران من الآية (١٨٨).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب ﴿لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا﴾ (٥/ ١٧٤)، ومسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٤/ ٢١٤٣) برقم (٢٧٧٨) واللفظ له، وهناك مثال آخر على هذا الأسلوب في الدر المنثور (٢/ ٢٢٧ - ٢٢٨).
(٤) سورة الأنفال آية (١٥).
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٥/ ١٦٧١). وجاء عنه بلفظ: «أنا فئة كل مسلم» دون أوله في: تفسير الثوري (ص ١١٦)، وسنن سعيد بن منصور (٥/ ٢٠٣)، وتفسير عبد الرزاق (١/ ١٥٤)، ومصنف عبد الرزاق (٥/ ٢٥٢)، ومصنف ابن أبي شيبة (١٢/ ٥٣٦)، وجامع البيان (١١/ ٨١).