زاد بعض الرواة عنه: «إن كنتم سائليهم لا محالة، فانظروا ما واطأ كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه» (١).
٢ - ويبدي ابن عباس دهشته من سؤال بعض الناس لأهل الكتاب مع أن معهم القرآن غضاً طرياً لم يشب بشوائب التحريف والتبديل، بينما كتب أهل الكتاب غيرها أهلها بأيديهم زاعمين أنها التي أنزلها الله على أنبيائه، يقول - رضي الله عنه -: «كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء وكتابكم الذي أنزل على رسول الله - ﷺ - أحدث تقرؤونه محضاً لم يشب؟ !، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله، وغيروه وكتبوا بأيديهم الكتاب، وقالوا: هو من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم؟ !، لا والله ما رأينا منهم رجلاً يسألكم عن الذي أنزل عليكم» (٢).
ومما يزيد في دهشة ابن عباس أن المسلمين يسألون أهل الكتاب في حين أن الآخرين لا يبادلونهم هذا الأمر، فيسألونهم عما أنزل إليهم.
والنهي عن سؤال أهل الكتاب يدخل فيه بالدرجة الأولى سؤال من لم يسلم منهم ممن لا يبالي بالتحريف والتبديل، ولذلك أورد البخاري قول ابن عباس في
_________
(١) مصنف عبد الرزاق (٦/ ١١٢)، ومصنف ابن أبي شيبة (٩/ ٤٨)، وجامع بيان العلم وفضله (٢/ ٤٢)، وفتح الباري لابن حجر (١٣/ ٣٣٤)، وفي مصنف عبد الرزاق تفسير التالية بأنها البقية.
(٢) صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي - ﷺ -: «لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء» (٨/ ١٦٠)، وكتاب الشهادات، باب لا يسأل أهل الشرك عن الشهادة وغيرها (٣/ ١٦٣).