فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} (١).
وقد جاء في معناه أنه التكذيب بالقرآن (٢).
ومما جاء في وصف أهل الأهواء وخوضهم في آيات الله:
١ - قول محمد بن سيرين - رحمه الله -: «إن لم يكن أهل القدر الذين يخوضون في آيات الله فلا علم لنا به» (٣).
وعنه في رواية أخرى: «كنا نعدهم أصحاب الأهواء» (٤).
وصدق - رحمه الله -، فقد جاء رجل إلى عمرو بن عبيد فقال: «إن فلاناً يقول: إن ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ﴾ (٥)، وقوله: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا﴾، و ﴿سَأُصْلِيهِ سَقَرَ﴾ (٦) إن هذا ليس في أم الكتاب!، والله يقول: ﴿حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٣) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ (٧)،
_________
(١) سورة الأنعام آية (٦٨).
(٢) انظر: جامع البيان (٩/ ٣١٣)، والتحرير والتنوير (٦/ ١٥١).
(٣) جامع البيان (٢٠/ ٣٦١)، وانظر: السنة لعبد الله بن أحمد (٢/ ٤٣٢)، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٤/ ٦٣٠).
(٤) الإبانة لابن بطة "كتاب الإيمان" (٢/ ٤٩٦).
(٥) سورة المسد آية (١).
(٦) سورة المدثر الآيتان (١١، ٢٦).
(٧) سورة الزخرف الآيات (١ - ٤).