إلا ما يتفق مع ضوابط الإذن بالتحديث عن أهل الكتاب (١)، والله أعلم.
ج - نقد الجدال في القرآن وضرب بعضه ببعض:
نهى النبي - ﷺ - عن الاختلاف في القرآن، فقال: «إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب» (٢).
وفي حديث آخر خرج النبي - ﷺ - على قوم يتراجعون في القرآن مغضباً، وقال: «إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضاً، فلا تكذبوا بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوا، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه» (٣).
وفي رواية: أن بعضهم قال: ألم يقل الله كذا وكذا؟، وقال بعضهم: ألم يقل
_________
(١) انظر: التفسير والمفسرون (١/ ١٨٣، ١٨٥)، وتيسير الكريم المنان (١/ ٩٨).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب العلم (٤/ ٢٠٥٣)، برقم (٢٦٦٦) من حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٢/ ١٨١، ١٨٥)، وعبد الرزاق في المصنف (١١/ ٢١٦)، وأخرجه ابن ماجه مختصراً في مقدمة سننه، باب في القدر (١/ ٣٣)، كلهم من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وقد اختلف العلماء في هذه السلسلة، فمنهم من صححها ومنهم من ضعفها، والذي عليه بعض المحققين أنها من قبيل الحسن. انظر: ميزان الاعتدال للذهبي (٤/ ١٨٨)، وتهذيب التهذيب (٣/ ٢٧٧ - ٢٨٠)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٥٨) تعليقاً على رواية ابن ماجه: «هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رواه الإمام أحمد في مسنده من هذا الوجه بزيادة في آخره «، وقد حسن هذا الحديث الألباني في تعليقه على مشكاة المصابيح (١/ ٨٠).


الصفحة التالية
Icon