الحال لم يقبل قولها على كتاب الله الذي تحقق من ثبوته ودلالته.
٢ - وفسر زيد بن علي - رحمه الله - (١) الدخان الوارد في قوله تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ (٢) بأنه يجيء قبل يوم القيامة فيأخذ بأنف المؤمن الزكام، ويأخذ بمسامع الكافر، فعارضه بعض الحاضرين بأن الدخان قد مضى، وأنه أصاب الناس جهد حتى جعل الرجل يرى ما بينه وبين السماء دخاناً، ونقل ذلك عن ابن مسعود، فقال زيد - رحمه الله -: أما إن رسول الله - ﷺ - قد قال: «إنكم سيجيئكم رواة فما وافق القرآن فخذوا به، وما كان غير ذلك فدعوه» (٣).
_________
(١) هو أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب الهاشمي القرشي المدني، ولد سنة (٨٠)، وخرج في خلافة هشام بن عبد الملك، فقُتل وصُلب بالكوفة سنة (١٢٢)، وإليه تُنسب فرقة الزيدية.
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥/ ٢٣٩)، والمعارف (ص ٢١٦)، وتاريخ الإسلام حوادث سنة (١٢١ - ١٤٠/ص ١٠٥).
(٢) سورة الدخان آية (١٠).
(٣) جامع البيان (٢١/ ١٦)، ورجاله إسناده إلى زيد بن علي ثقات سوى عاصم بن أبي النجود، فإنه صدوق له أوهام كما في تقريب التهذيب (ص ٢٨٥)، والحديث مرسل، وقد جاء الحديث في سنن الدارقطني (٤/ ٢٠٩) موصولاً عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، قال الدارقطني: «هذا وهم، والصواب عن عاصم عن زيد عن علي بن الحسين مرسلاً عن النبي - ﷺ -»، وذكر ابن حجر أنه جاء من طرق لا تخلو من مقال، نقله عنه أبو الطيب آبادي في تعليقه على سنن الدارقطني (٤/ ٢٠٩).
والحديث وإن كان رفعه إلى النبي - ﷺ - غير ثابت إلا أن المراد بيانه هنا أن الأمر المتقرر لدى الصحابة والتابعين رد كل قول يخالف كتاب الله تعالى.