الآية: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا﴾ (١) قلت: يا أبتاه أهم الخوارج؟، قال: لا يا بني اقرأ الآية التي بعدها: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴾ (٢)، قال: هم المجتهدون من النصارى كان كفرهم بآيات ربهم بمحمد ولقائه، وقالوا: ليس في الجنة طعام ولا شراب، ولكن الخوارج هم الفاسقون الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه، ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل، ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون» (٣).
وفي رواية أن مصعباً لما سأل أباه عن هذه الآية، وقال له: «هم الحرورية؟، قال: لا هم اليهود والنصارى، أما اليهود فكذبوا محمداً - ﷺ -، وأما النصارى فكفروا بالجنة، وقالوا: لا طعام فيها ولا شراب، والحرورية ﴿الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيْثَاقِهِ﴾ (٤)، وكان سعد يسميهم الفاسقين» (٥).
والقول بأن الخوارج هم الأخسرون أعمالاً قال به علي - رضي الله عنه -، فقد سأله ابن
_________
(١) سورة الكهف آية (١٠٣).
(٢) سورة الكهف آية (١٠٥).
(٣) المستدرك للحاكم (٢/ ٣٧٠).
(٤) سورة الرعد من الآية (٢٥).
(٥) صحيح البخاري، كتاب التفسير، باب قوله: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا﴾ (٥/ ٢٣٥).


الصفحة التالية
Icon