فقد فهم عدي - رضي الله عنه - من الربوبية المذكورة في الآية أنها عبادة الصلاة والسجود والركوع، فبين له النبي - ﷺ - أنها أعم، فتشمل طاعة الأحبار والرهبان في التحريم والتحليل.
أثر النقد النبوي على الصحابة:
مع قلة الأحاديث النقدية الواردة عن النبي - ﷺ - إلا أنها تركت آثارها على الصحابة - رضي الله عنهم -؛ ذلك أن النبي - ﷺ - هو المعلم والمربي الذي ينظر لتعليماته وتوجيهاته بتعظيم، وقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - سباقين إلى امتثالها والتزامها.
ويمكن إبراز أثر النقد النبوي على الصحابة فيما يأتي:
الأول: تحذيره - ﷺ - من بعض طرق تفسير القرآن الكريم دفع الصحابة إلى البعد عنها والتحذير منها، فلهم مواقف مشابهة من التفسير بالرأي، والإسرائيليات، وتفسير المتشابه؛ تأتي في مواضعها إن شاء الله تعالى.
ومما يشار إليه هنا على سبيل التمثيل ما ذكره ابن تيمية أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - انتفع من غضب النبي - ﷺ - عليه حينما رأى في يده صحيفة من التوراة، فقد أُخبر - وهو خليفة - أن رجلاً يحدث ببعض كتب أهل الكتاب، فاستدعاه، وتلا عليه قوله تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (١) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ