عباس «أنه قرأ: (وَيَذَرَكَ وَإِلَاهَتَكَ) (١)، قال: عبادتك، وقال: إنه كان يُعْبَدُ ولا يَعْبُد» (٢).
وسمع الضحاك رجلاً يقول: ﴿وَآلِهَتَكَ﴾ فقال: «إنما هي (وَإِلَاهَتَكَ) أي: عبادتك؛ ألا ترى أنه قال: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾» (٣).
وحجة ابن عباس والضحاك أن فرعون كان يدعي الربوبية فكيف يعبد غيره؟ !.
وأما على قراءة الجمهور، فإن فرعون كان للناس في زمنه آلهة من بقر وأصنام وغيرها، وكان فرعون شرع لهم ذلك، وجعل نفسه الإله الأعلى بقوله: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ (٤).
وجاء عن بعض السلف أنه كان يعبد الأصنام، فعن الحسن قال: «كان
_________
(١) وهي من الشواذ قرأ بها أيضاً علي وابن مسعود وابن محيصن والحسن، انظر: شواذ القرآن لابن خالويه (ص ٥٠)، وشواذ القراءات للكرماني (ص ١٩٢)، وإتحاف فضلاء البشر بالقراءات الأربع عشر (٢/ ٦٠).
(٢) جامع البيان (١٠/ ٣٦٨)، وتفسير ابن أبي حاتم (٥/ ١٥٣٨)، والدر المنثور (٣/ ١٠٧).
(٣) سورة النازعات من الآية (٢٤)، والأثر في جامع البيان (١٠/ ٣٦٩)، وعزاه في الدر المنثور (٣/ ١٠٧) أيضاً إلى عبد بن حميد.
(٤) المحرر الوجيز (٧/ ١٣٧).