﴿يَاأُخْتَ هَارُونَ﴾ (١)، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ !، فلما قدمت على رسول الله - ﷺ - سألته عن ذلك، فقال: «إنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم» (٢).
فأهل نجران فهموا - خطأً - أن هارون المذكور في الآية هو أخو موسى - عليهما السلام - فأرادوا التوصل بذلك إلى الطعن في القرآن الكريم؛ لأن المتقرر أنّ بين موسى وعيسى - عليهما السلام - مئات السنين، فكيف يقال في القرآن: إن مريم أم عيسى هي أخت هارون، ومن ثم فهذا الكتاب الذي بأيدي المسلمين غير صحيح، فلما عرض المغيرة هذه الشبهة على النبي - ﷺ - أبطل فهمهم للآية، فيبطل ما بني عليه، فليس هارون المذكور في الآية هو أخو موسى، وإنما سمي به جرياً على عادة الناس في التسمي بأسماء الأنبياء والصالحين، وفي بعض الروايات أن النبي - ﷺ - قال: «ألا أخبرتهم أنهم كانوا يسمون بالأنبياء والصالحين قبلهم» (٣).
_________
(١) سورة مريم من الآية (٢٨).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الآداب (٣/ ١٦٨٥) برقم (٢١٣٥).
(٣) أخرجها الترمذي في أبواب التفسير، باب ومن سورة مريم (٨/ ٣٠٤ - ٣٠٥)، والإمام أحمد في المسند (٤/ ٢٥٢).


الصفحة التالية
Icon