ومن أمثلته:
١ - سأل رجل سلمان - رضي الله عنه - فقال له: «يا أبا عبد الله، آيةٌ من كتاب الله قد بلغت منِّي كل مبلغ: ﴿... الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ﴾؟ !، فقال سلمان: هو الشرك بالله تعالى ذكره، فقال الرجل: ما يسرُّني بها أنّي لم أسمعها منك، وأنّ لي مثل كل شيء أمسيتُ أملكه» (١).
٢ - وعن عكرمة قال: «دخلت على ابن عباس والمصحف في حجره، وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك، جعلني الله فداءك؟، قال: فقرأ: ﴿وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ﴾ إلى قوله: ﴿بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ﴾ (٢) قال ابن عباس: لا أسمع الفرقة الثالثة ذكرت، نخاف أن نكون مثلهم!، فقلت: أما تسمع الله يقول: ﴿فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ﴾؟ (٣)، فسُرِّي عنه، وكساني حُلّة» (٤).
٣ - وتقدم قول مسلم بن يسار لسعيد بن جبير: «يا أبا عبد الله آية بلغت مني كل مبلغ: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا﴾ (٥)، فهذا الموت
_________
(١) جامع البيان (٩/ ٣٧٢).
(٢) سورة الأعراف آية (١٦٣).
(٣) سورة الأعراف من الآية (١٦٦).
(٤) جامع البيان (١٠/ ٥١٤)، والدر المنثور (٣/ ١٣٨) وعزاه لعبد بن حميد وابن المنذر.
(٥) سورة يوسف من الآية (١١٠).


الصفحة التالية
Icon